الصحراء نيوز - بقلم : محمد مرغوبي *
الملف الأول:
1) أهمية التواصل بالنسبة للجمعيات
ينبغي عدم تجاهل البعد التواصلي في العمل الجمعوي لأسباب عديدة نذكر منها:
1 ) تسهيل العمل داخل الجمعية.
2 ) تطوير الاستشارة والتشاور والحوار بخصوص برنامج العمل والتدخلات التي تستجيب لحاجيات السكان.
3 ) تعريف باقي الفاعلين (السكان، المنتخبون، الإدارة، القطاع الخاص) بأنشطة الجمعية وبرامجها مما يسمح لها بتلقي الدعم الفعلي حين طلبه.
4 ) إسماع صوت السكان والمساهمة في بناء آليات الاعتراف به من طرف السلطات العمومية.
5 ) تسهيل التفاوض مع الفاعلين، وضمان نجاعته.
6 ) تقويم أنشطة الجمعية وتكييفها تدريجيا لتلائم حاجيات السكان.
7 ) توضيح صورة الجمعية والحرص على بناء شرعيتها على أساس واضح وقابل للفحص، لاسيما عندما تقوم هذه الصور على انجازات ملموسة وعلى إرادة حقيقية
وتتواصل الجمعيات مع نوعين من الفاعلين الفاعلون الداخليون والفاعـــــــــــلون الخارجيون. يتكون الفاعلون الداخليون من الأعضاء النشيطين والمنخرطين. ويتكـــــــــون الفاعلون الخارجيون من السكان(غير المنخرطين)والمنتخبين والإدارات والقطاع الخاص وباقي الجمعيات ووسائل الاتصال ومراكز الأبحاث......
ونظرا لأهمية التواصل الجمعوي وفعاليته ، سنناقش كل واحد من الفاعلين المذكورين أعــلاه لمعرفة كيف تبني الجمعيات إستراتيجيتها التواصلية ؟ مع الإشارة إلى أسس ومبادئ العلاقات العامة في العمل الجمعوي.
/. التواصل بين الأعضاء النشيطين:
يسمح التواصل الداخلي الجيد بين أعضاء الجمعية بما يلي:
- توفير مناخ جيد للعمل،
- تجنب عوامل الإعاقة والفشل أو تهميش الأعضاء النشيطين،
- الرفع من مستوى التنسيق بين مختلف الخبرات والكفاءات المتوفرة داخل الجمعية،
- تحسين فعالية العمل وإشراك مجموعة أعضاء المكتب في العمل،
- عقد الاجتماعات الداخلية الدورية بشكل منتظم حيث يتبادل أعضاء المكتب المعلومات بينهم.
- ينصح بكتابة التقارير حول سير الأعمال والمشاريع (بوضوح واختصار) بالنسبة لكل مشروع وتوزيعها على الأعضاء.
- اعتماد العمل بسبورة الإعلانات داخل الجمعية،
- التنظيم الموضوعاتي للنقاشات: نقاش محدد لموضوع محدد،
- اعتماد المرونة وسرعة التصرف في الحالات الداعية إلى ذلك.
- الدعوة إلى اجتماع استثنائي كلما دعت الضرورة إلى ذلك
- التشجيع والتحفيز المعنوي والمادي لجميع الأعضاء.
وينبغي الحرص ما أمكن، على أن يكون الأعضاء هم أول من يعلموا بالخبر بحيث لا يمكن قبول واقع تلقيهم لخبر أو معلومة تعنيهم وتتعلق بالجمعية، من خارج إطار الجمعية. إذ يجب التنبيه إلى أن عقد اجتماعات قبلية وجانبية (عادة ما يتلقى بعض أعضاء المكتب في المقهى لمناقشة قضية أو أمر، وقد يأخذون قرارات يسعون فيما بعد إلى تمريرها) يمكنه أن يهمش بعض الأعضاء ويسبب حالة صراع، لهذا يستحسن أن تستغل هذه الاجتماعات في تطوير وتعميق التفكير في عمل الجمعية مع العمل على إخبار أعضائها بذلك.
/ التواصل بين المنخرطين:
إذا كان العمل الإداري لجمعيات المجتمع المدني، يتطلب استعدادا كبيرا، فان التواصل الجيد يسمح لأعضائها تجاوز مرحلة الاستفادة فقط، والانتقال مرحلة الانخراط السلبي إلى مرحلة الانخراط الايجابي والملتزم في جميع أنشطة الجمعية، ويضمن هذا الفعل الجمعوي استمرارية أدائهم لمستحقاتهم ولواجبات الانخراط وان تشجع تعبئتهم وانخراطهم في كل المشاريع التي تبرمجها الجمعية وفق المقاربة التشاركية.
ـ أي مضمون يجب تبليغه ؟
1 ـ المعلومات العامة:
وهي المعلومات التي تسمح بتدعيم اختيارات وتوجهات الجمعية وبالتالي أنشطة الجمعية.
2 ـ المعلومات المالية:
إن الإخبار المنتظم بالوضعية المالية، يجنب سوء الفهم والإشاعات التي يمكنها أن تمس مصداقية الجمعية. كما ينبغي توضيح المراقبة المالية المتبناة من طرف الجمعية (خلق لجنة المتابعة) ونشر البيانات كلما دعت الضرورة إلى ذلك.
/ الإنصات لوجهات نظر الأعضاء:
ينبغي للجمعية أن تنصت، ما أمكن لوجهات نظر أعضائها بخصوص مختلف الجوانب المذكورة أعلاه (التسيير المالي، البرمجة، الإستراتيجية العامة..) .
كما ينبغي تشجيعهم على اقتراح المشاريع والأفكار الكفيلة بتحسين النشاط الجمعوي، ويجب أن تقودهم في ذلك أسئلة موجهة لهم من قبل:
· كيف يريدون تطوير الجمعية؟
· ماهي المشاريع التي يريدون انجازها؟
· هل لديهم أفكار لتحسين أنشطة الجمعية ؟
· عبر أية قناة؟
· تقارير الأنشطة،
· نشرة اتصال فعلية، تخبر عن سير عمل الجمعية،
· اجتماعات إخبارية حول تطوير الأعمال، سواء في حال تقدمها أو حال تأخرها،
· تشجيع أعضاء الجمعية على المشاركة في الاجتماعات.ويستحسن على هذا المستوى الإخبار بذلك قبليا،
· اعتماد مبدأ الإخبار المعمم داخل الجمعية وتسهيل ذلك،
· فتح صندوق لتلقي الأفكار والاقتراحات،
· عقد اجتماعات تهييئية حول أنشطة الجمعية والبرامج المستقبلية
لايمكن لإستراتيجية الجمعية أن تكون مرنة ، إلا إذا تم إرساؤها مع جميع أعضــــاء المكتب والمنخرطين . وتقتضي مرونة التواصل مراعاة الجوانب العديدة لمضمون المشروع. وتتغير الإستراتيجية التواصلية من مشروع لآخر وفق أهمية المشاريع وحجمها ومدى انخراط السكان فيها.
فعندما يتعلق الأمر بمشروع هام كتجهيز الحي بالتجهيزات الأساسية، لابد من تبني إستراتيجية تواصلية تعتمد على دعم الإخبار المحلي بسير العمل. واعتمــــاد التخطيط الاستراتيجي التشاركي كعملية ديناميكية وتفاعلية ومستمرة في الزمن والمكان .
/ التواصل مع السكان:
ينبغي أن ترسي الجمعية إستراتيجية جيدة للتواصل مع السكان وذلك لتحقيق الأهداف التالية:
- شرح عمل الجمعية شرحا دقيقا وواضحا،
ـ ضمان نجاح التدخلات والمشاريع،
ـ ضمان مشروعية ومصداقية الجمعية،
- تعبئة السكان وتوفير شروط تلقي دعمهم،
- الرفع من عدد المنخرطين.
وينبغي أن لا تغيب عن ذهننا الأهمية القصوى للتواصل في سياق يتميز بكون الظاهرة الجمعوية ظاهرة حديثة نسبيا، لازال بعض السكان في حاجة ماسة لفهم طبيعتها ووظيفتهـــــــا لاسيما ، وأنهم مازالوا يدركون أن الجمعية كآلية للعمل المربح أو وسيلة لأشخاص يمتطونها لأسباب سياسية قصيرة أو متوسطة المدى. إذ ينبغي للمجهود التواصلي أن يوضح هذه القضايا حتى لا يكون هناك سوء فهم يخلق صعوبات للجمعيات.
الإنصات إلى وجهات نظر السكان:
لا يتعلق الأمر بإخبار السكان فقط بل أيضا بالإنصات إليهم تماما كالأعضاء واستشارتهم وإدماجهم في أنشطة الجمعية، بحيث يصبحون شركاء كاملين العضوية ، يمكن أن تقام معهم علاقات متينة تضمن دوام الجمعية ومصداقيتها. والواقع أن الإنصات إلى السكان ودمجهـــم يسمحان بتكييف الإجابات والتدخلات التي تقترحها الجمعية لحل المشاكل التـــي تواجههـــــا والمطبوعة بمميزات السياق الزماني والمكاني.
/ التواصل مع المنتخبين:
يعتبر التواصـــــــل بين الجمعية وأعضاء المجلس الجماعي من الأهميـــــــة بماكان، خصوصا عندما تكون أهداف الجمعية معروفة. كما يكون من الضروري ربط قنوات الاتصال مع موظفي الجماعات. ويساهم هذا التواصل على المستوى المحلي في:
- تحسيس المسؤولين المحليين بأنشطة الجمعية،
- شرح أهداف وأهمية عمل الجمعية،
- الحصول على دعمهم أثناء انجاز المشروع،
- تحسين التنسيق بين أنشطة الجماعة المحلية والجمعية.
/ التواصل مع باقي الفاعلين:
إن وسائل التواصل و القطاع الخاص و مركز الأبحاث والممولون وهيئات أخرى.....
يمكن لهم أن يدعموا الجمعية، كل واحد حسب مستوى تدخله، شريطة أن تزويدهم الجمعية بالمعطيات الضرورية، وفي الوقت المناسب كما يمكن للصحافة ووسائل الإعلام أن تساهم في تعريف عامة الناس بأنشطة الجمعية، خصوصا حين الشروع في انجاز المشاريع. و يمكن للقطاع الخاص أن يساهم في تمويل بعض الأنشطة. و يمكن لمراكز الأبحاث أن تكون شريكا حقيقيا للجمعية من خلال البحث العلمي الذي يقوم به الطلبة والباحثون. كما يمكن للممولين أن يمولوا الجمعية إذا كانوا يعرفون أهدافها و أنشطتها.
- العلاقات العامة والعمل الجمعوي :
العلاقات العامة هي الجهود المستمرة المخططة التي تقوم بها إدارة المؤسسة ؛ والتي تهدف إلى الوصول إلى تفاهم متبادل؛ وتوعية هادفة؛ وعلاقة سليمة بين المؤسسة وبين الجماهير التي تتعامل معها في (داخلها) وفي (خارجها)؛ عن طريق النشر والإعلام؛ والاتصال الشخصي بحيث يتحقق في النهاية التوافق بين االجمعية والرأي العام.
مبادئ وأسس العلاقات العامة في العمل الجمعوي :
في إطار تفاعلها مع المحيط الخارجي، تحتاج الجمعيات في إستراتيجيتها التواصلية إلى تقنية خاصة بالعلاقات العامة، و يمكننا إيجاز أسس ومبادئ التي يرتكز عليها مجهودات العلاقات العامة بخمسة أسس وهي :
1. البدء من داخل الجمعية :
إن القاعدة لنجاح مجهودات تقنية العلاقات العامة هي إيجاد التفاهم بين جميع الأعضاء العاملين والمنخرطين داخل الجمعية والمحيط الخارجي.
2. إظهار الحقائق ومراعاة الأمانة والصدق:
إن الجمعية الناجحة التي تريد بقاء الثقة مع جمهورها وتدعيم رضائه والاستمرار الطويل بذلك، تحتاج إلى أسلوب صادق صريح، وواضح وثابت، في نشر البيانات والمعلومات عن خدماتها. وان إخفاء الحقائق يؤدي إلى ظهور المنافسين والأعداء.
3. التمسك بأسلوب العمل الجمعوي الجاد والابتعاد عن الأسلوب الدفاعي :
إن الجمعيات المسؤولة والملتزمة بأهدافها ينطبق فيها القول مع العمل، وتستوحي في جميع تصرفاتها الأخلاق الايجابية ، وتتحاشى تغطية المساوئ والتضليل وردود الأفعال الدفاعية التي تحجب الحقيقة وتؤثر على وضوح إستراتيجيتها.
4. التعاون مع كافة المؤسسات :
إن الجمعية لا يمكن لها من أداء رسالتها حين تنعزل بمفردها، وان فكرة بناء جسور التعاون والتضامن الجمعوي يضاعف من نتائج أعمالها، وان العلاقات العامة في أي جمعية يجب أن يشعر الأعضاء دوما، أن الكسب ليس كسبا ماديا فقط، وإنما هناك تحقيق الرفاهية والخدمات الاجتماعية المتبادلة نوعا وكيفا، وهذا ما يساعد مزيدا من التأييد والحضور الفعلي والدائم داخل الجمعية وخارجها.
5. إتباع مناهج البحث العلمي:
إن العلاقات العامة في أي مؤسس تحتاج دوما أن تتبع أحدث الوسائل العلمية والتقنية في التواصل؛ من نظريات ووسائل ومناهج وبحوث معاصرة لتطوير برامج الجمعية والاستجابة إلى انتظارات المنخرطين التي لا تتخذ صورة الجمود.
* باحث جامعي
[email protected]