الصحراء نيوز - مولود العسيري
في سابقة دفعت بالإقليم و الجهة إلى أزمة كارثية اندهش لها الجميع و حار في أمرها المسؤولون والفاعلون الاجتماعيون والاقتصاديون والإعلاميون و أصحاب القرار تلكم ما آلت إليه أوضاع مجموعة اومنيوم المغربي للصيد بطانطان أوضاع يائسة وخسائر باهظة لم تكن على مستوى التوقعات، أصابت اكبر مشروع بشمال إفريقيا ببلادنا
وفي ظل هذا الزخم الهائل تتقاطر تساؤلات خطيرة على التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية كلها تصب في اتجاه واحد وتتمحور في مجملها حول النقط الأساسية التالية:
• إقصاء مجموعة اومنيوم المغربي للصيد و تهميشها و حذفها من خارطة التنمية ببرنامج اليوتيس Halieutis المشهور
• حرمان مجموعة اومنيوم المغربي للصيد من مشروع سردين . ما SARDINE.MA التنموي المحض الهادف إلى خلق 3300فرص شغل جديدة و المساهمة في التنمية الفعالة لصالح البلاد والمنطقة و الجهة و الإقليم.
مما أدى إلى :
• التراجع التدريجي ثم التوقف التام لنشاط الشركة
الذي نتج عنه وعلى إثره
• تآكل وحدات أسطولها الكبير المهجور لأزيد من 10 أشهر.
• إهمال مركبها المرفئي المتعدد الاختصاصات بميناء طانطان
• تشريد 2200 أسرة (اسر العمال و البحارة التي أصبحت تعيش واقعا مريرا و قاسيا يحفه القهر و البؤس و الشقاء والمعاناة و الويلات و المحن.. ضحايا تعيش أوضاعا اقتصادية و اجتماعية متدهورة ).
• خسائر ضخمة أصابت أكبر مشروع بشمال إفريقيا ببلادنا .
• تهديد السلم الاجتماعي بالإقليم خاصة و بالجهة عامة.
• وضعية وصلت إلى مستوى الخطر.
إن الحكومة هاجسها الأسمى هو تشجيع الاستثمار و حل المشاكل الاجتماعية، فلا يعقل بعد صمت طويل أن يتخلى عن شركة وطنية مواطنة بالدرجة الأولى، تشغل آلاف المغاربة و ركيزة من ركائز الاقتصاد المحلي و الوطني، وإحدى الدعائم الأساسية لاقتصاد البلاد ورافعة للنمو، وأيضا من القطاعات المنتجة والواعدة، لتترك عرضة للإعسار و التعثر الناتج عن الظروف الصعبة، في ظل الأزمات الخانقة، لان مشكلتها تكمن في كونها تمر حسب الظروف و الأحوال بمرحلة حرجة، أدت بها إلى الوضع السيئ المزري الذي تعيشه حاليا
لقد أصبح ملف مجموعة اومنيوم المغربي للصيد بطانطان مادة دسمة تتناولها أعمدة الصحافة، و تلوكها مجالس الخاصة و العامة، رجما بالتقدير و التأويلات، بحثا عن الحقيقة الضائعة .
فبفضل الطريقة المثلى و الحنكة ثم الصمود والعمل التضامني المتصل و المتواصل للمجموعة بين القمة و القاعدة، والأخذ بكل الوسائل و الأدوات المتاحة لها بداية من الوقوف عن كثب على أحوال المشروع العملاق، لوضع القارئ والمتتبع في الصورة، و من أجل كذلك الوقوف، عن قرب، على المشاكل التي تشهدها الشركة بمركبها المينائي الضخم و أسطولها البحري الكبير، و ملامسة الحد الأدنى من الحالة المزرية، و المشاكل والإكراهات والتحديات التي تواجهها بل تعيشها اسر و عائلات الشغيلة، من عمال و مستخدمين و ا طر و ضباط وبحارة الصيد بأعالي البحار التابعين لمجموعة اومنيوم المغربي للصيد، وإثارة الانتباه في نفس الوقت، إلى المعاناة والتهميش و الإقصاء الذي يعيشه المجتمع داخل هذه الرقعة الجغرافية، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على مصير عدد لا يستهان به، من أبناء الوطن الصامدين في هذا الربع الغالي، بإقليم العبور و بجهة كلميم اسمارة .
فبالرغم من اللقاءات التواصلية التي عقدت مع مجموعة من صناع القرار و الحقوقيين والفعاليات السياسية والجمعوية والنقابية والفاعلين الاقتصاديين والإعلاميين، التي خلفت ارتياحا عميقا لدا الجميع، فان مثل هذه المشاريع الضخمة العملاقة يجب عدم إغلاقها أو اللجوء إلى تصفيتها، لكن نشدد على ضرورة إعادة تنظيم هيكلتها، لأنها تعاني فقط من نقص في التمويل لإتمام مشاريعها، لذا من الأهمية بمكان اقتناع الجهات المختصة بتمويلها لضمان استمراريتها، ما دامت توظف الآلاف من الأيدي العاملة، ومشاريعها ذات القيمة الاقتصادية المضافة.
فحينما ينتج عن وضعية اكبر مشروع بشمال إفريقيا قيمة اقتصادية سالبة مع تحويل آلاف العاملين في الشركة إلى آلاف عاطلين عن العمل و متشردين في الوسط الاجتماعي ، فإن إنقاذ مجموعة اومنيوم المغربي للصيد بطانطان أصبح ضرورة وطنية لا مفر منها و لا غنى عنها .
رغم أن إعادة الهيكلة خلال فترة الإعسار تكون أسوأ مما يتوقع احتماله وتحتاج إلى إرادة فعلية من قبل الساهرين على خارطة الطريق، .فأبرز التحديات التي تواجه الشركة في حالة الإعسار، هي العودة إلى الاستقرار النسبي واستعادة ثقة المتعاملين معها ، واستعادة الثقة بالإدارة وفي قيادة دفة العمل في الشركة للوصول بها إلى بر الأمان.
كل هذه الهموم تلتقي في طريق واحد هو البحث عن التنمية المستدامة والرقي إلى مستوى أفضل. لان خطط التنمية الشاملة نصت على تنمية الموارد البشرية كأهداف مهمة تحرص الدولة من أجل تلبيتها باعتبارها من أهم الوسائل التي تكفل النهوض بالمجتمع وتمكينه من اللحاق و مسايرة الركب، انطلاقًا من المبدأ الهام القائل بأن الإنسان في البلد هو هدف التنمية ووسيلتها.
* ادارة الموارد البشرية مجموعة اومنيوم المغربي للصيد بطانطان