خلدت عمالة إقليم طانطان ، الأربعاء ، الذكرى السابعة عشر لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تحت شعار " المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية : مقاربة متجددة لإدماج الشباب ".
وعرف اجتماع اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بعمالة طانطان ، حضور رجال السلطة ، و المصالح الخارجية و المنتخبين ورؤساء المصالح الأمنية ورجال الإعلام و فعاليات جمعوية ، وأكدت كل المداخلات غياب الوقع الإيجابي و التأثير لكل مشاريع المرحلة الأولى على الفئات المستهدفة بإقليم طانطان .
وأكد عامل عمالة إقليم طانطان ، عبد اللطيف الشاذلي، في كلمة خلال الاجتماع، أن مرحلة جديدة تم تدشينها ، بعد تقييم و افتحاص دقيق ، وإحالة حصيلة المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومشاريع مبادرة دعم الشباب حاملي المشاريع المدرة للدخل على الجهات المسؤولة .
مبرزا بالمقابل أنه من الضروري القطع مع المرحلة السابقة و الاشتغال على التشخيص الميداني الواقعي بالمدينة و الجماعات القروية .
وشدد الشاذلي على أن الأولوية لقطاع الصحة للرقي بالعمل الاجتماعي المخصص لكل السكان .
وخلال هذا اللقاء الهام تم عرض تقديم ملاحظات هامة من كافة المتدخلين من قبيل القطع مع استفادة كل حامل مشروع لا يتواجد بالنفوذ الترابي للإقليم ، وعدم تمويل مشاريع لاتتناسب مع غلاء الأسعار و الأعلاف مثل الدجاج و الأرانب و الماشية ..
ومن جانبه أكد نور الدين المزوكي، رئيس للمجلس الإقليمي لطانطان ، أن الدفع بالتنمية البشرية و تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب يتطلب مشاريع تتجاوب مع كل الشروط والقيم المطلوبة .
وبالتزامن مع هذا الاجتماع ، أثار اختفاء حافلة تندرج ضمن المشاريع الممولة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم طانطان، جدلا واسعا بالمنطقة، عقب تداول معطيات تشير إلى نقل الحافلة إلى شمال المملكة والشروع في إجراءات بيعها بين تطوان وطنجة بشكل غامض ، وهو ما دفع حقوقيين إلى المطالبة بفتح تحقيق عاجل
ويتعلق الأمر بحافلة من الحجم الصغير "ترونزيت فورد TARNSI FORD "، ترقيم الأولى لها لحظة تسليمها أمام مقر العمالة كان هو 390811 WWW ، حيث سُلمت لمعطلين اثنين بإقليم طانطان سنة 2019، ضمن المشاريع المدرة بالدخل بحضور السلطات الإقليمية والمنتخبة ووسائل الإعلام الرسمية.
وبحسب ما كشفه المنتدى المغربي للمواطنة والدفاع عن حقوق الإنسان بإقليم طانطان، فإن الحافلة كانت مركونة لسنوات بمرآب بحي الصحراء بطانطان قرب مسجد ايت ياسين ، ولم تستعمل قط في المشاريع التنموية التي رصدت لها من قبل من طرف اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية
وأوضح المنتدى الحقوقي أن الحافلة التي كانت تحمل شارة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لم تستطع الجهات المكلفة بالتتبع والمواكبة فك لغز اختفائها.
هذا وأشار مراقبين إلى إحالة مكتب الدراسات السابق ، على الجهة المختصة للبث فيه ، مع أنباء عن الاستمرار في استغلال بعض ضحايا المبادرة و حاملي مشاريع في مهاجمة المؤسسات الرسمية و الإعلامية في محاولة أخيرة لخلط الأوراق و التهرب من المسؤولية الوطنية و السياسية و التنموية .
وتحولت الورش الملكي إلى مرتع للمتاجرة بالبشر وابتزاز الناس و المؤسسات وخلق حالة من الاحتقان ، بعد تأخر الإجراءات الجاري بها العمل من طرف الدولة المغربية في إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة
والتحدي اليوم حسب الخبراء هو رد الاعتبار لمؤسسات الدولة و غرس قيم مواطنة حقة وانخراط كامل في البرامج التنموية ، بعيدا اشخاص عديمو الخبرة والأهلية الحقيقية والموضوعية مادام منتجوهم اليوم هو الفشل من خلال الصيحات والهتاف يصدّرها المدافعين عن اغتنى من وراء المال العام العديد من ضعاف النفوس و الضمير الترابي .
فما مصير التجاوزات والاختلالات التي تعتري مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية باقليم طانطان ؟
وهل سلطة اقليمية لم تستطيع تنظيم و ضبط التغطيات الاعلامية ( البطاقة المهنية ) في الاجتماعات الرسمية ، قادرة على تصحيح مسار ورش ملكي موجه لحوالي مئة الف نسمة ؟