صحراء نيوز - الطنطان
تعاطي المخدرات والإدمان عليها هو سلوك اجتماعي فردي يتم اكتسابه بالتدريج وإن الوقوع ضحية للمخدرات لا يأتي فجأة بل هو نتيجة تراكم ، لكن أن تكون ضحية عملية شحن و أنت صاحب عربة مجرورة فتلك قصة اخرى.
ومن سمات المتعاطين وسلوكياتهم العزلة في المجتمع و الشك المؤدي إلى الإجرام ،إلى جانب التفكير في الأنشطة التجارية للحشيش بالتقسيط الممل ، لتوفير جزء من " رحيق كتامة " للاستهلاك الشخصي و الانخراط في نادي المدخنين المعتمدين وسط الحي .
اليوم نسلط الضوء في الجريدة الأولى صحراء نيوز على قصة الشاب " يوسف . أسمكو" ، وهو ضحية للمخدرات من نوع خاص ، وللإشارة فهو ليس تاجر و لا مستهلك و لا تربطه أي علاقة بالميدان أو " مول السلعة" ..
الشاب يوسف ابن حي تكريا بإقليم الطنطان ، في عقده الثاني من العمر ، كان يشتغل أستاذ لتعليم السياقة لدى إحدى المؤسسات الخاصة ، لكن أفاق القطاع الخاص المحدودة و المرهونة بالاحتكار و التسيب، جعله يعود لعمله الأصلي في حمل البضائع بعربته المجرورة ، وهو المعروف وسط حي تكريا بأخلاقه الحميدة و سلوكه الحسن ، وليس له أي سوابق عدلية ، وهو اصغر إخوانه .
الحدث الخطير بدأ عند إدانته بأربع سنوات سجنا ، قبل 5 أشهر ، على اثر نقله لشحنة من المخدرات من أصل 610 كليوغرام من الحشيش تم ضبطها من طرف المصالح الأمنية .
الشاب يوسف طلب منه حمل أمتعة في إطار عمله اليوم على عربته المجرورة ، من حي تكريا - منطقة لزيتونة – إلى احد الأزقة بنفس الحي.
سئل الشاب أثناء التحقيق عن سبب عدم مشاهدته لذات السلع على التلفاز ، ومن سخرية القدر انه لا يدخن أصلا ، وقد لايعرف كذالك حتى مول السلع الحقيقي أو الافتراضي ، فقد وقع ضحية للمخدرات القاتلة للعقل و الحرية .
اليوم هناك تعاطف شعبي مع هذا الشاب ، وسط مطالب بإنصافه في مرحلة الاستئناف ، فهناك فرصة أخرى يستحقها لسجله النظيف و نيته الحسنة ، و هو الشاب المشتغل بذراعه لتوفير قوت يومه .
وهناك مطالب أخرى لدواع أمنية لتفكيك الشبكات الكبرى للمخدرات بالمنطقة ، والتي يشاع أنا منتخبين يتبادلون فيها الأدوار و مناطق نفوذ انطلاق عمليات التهريب الدولي ، تفكيك هذا اللغز بداية الطريق لإعادة إنتاج النخب الجديدة المفعمة بالوطنية و الكفاءة .. الحرية للشاب يوسف ولد تكريا .