صحراء نيوز - المجلس العلمي لمؤسسة السننية
رحل اليوم الأربعاء 24 أفريل 2019 الأستاذ الكبير، والمصلح الصبور، والمربي الحكيم، والقدوة الوقور، الدكتور عباسي مدني إلى دار البقاء عن عمر ناهز 88 عاما، بعد مجاهدة طويلة مع مرض لازمه طويلا، دون أن يقعده لحظة عن المساهمة الجادة في التربية والدعوة والإصلاح. فرحمة الله عليه رحمة واسعة، فقد كان نعم الرجال الصالحين المصلحين الثابتين الصابرين، العاملين المخلصين المحتسبين، الغيورين عن الوطن والأمة والدين، حتى وافاه الأجل اليوم، دون أن يفتر أو يغير أو يبدل، رغم المرض الذي نال من صحته كثيرا.
وبهذه المناسبة الأليمة، فإن مؤسسة السننية للدراسات الحضارية، تتقدم لأسرته خاصة، ولنخبة الصحوة الوطنية التي ساهم في بنائها منذ أمد طويل بصفة عامة، وللمجتمع الجزائري بصفة أعم، بأحر التعازي والمواساة، في فقدان هذا الرجل الرسالي الثابت رغم المحن و عظم مسؤولياته، فهو الذي قضى جل حياته كمجاهد من مفجري الثورة التحريرية المباركة في عهد المستعمر الغاشم، وبعد الاستقلال مجاهدا بلسانه و قلمه و أستاذا في ساحات الدعوة والتربية والإصلاح الاجتماعي لأجيال من شباب العالم الاسلامي، فما وهن وما ضعف بل زاده ذلك ثباتا وخبرة وحنكة وحكمة، ومهما يكن بعضنا قد اختلف معه سياسيا في بعض محطات حياته الغنية، فلا يسعنا إلا الاعتراف له بطول نفسه و ثباته رغم ما مر به و اخوانه من محن و ابتلاءات.
إن المجلس العلمي للسننية يتضرع إلى الله تعالى أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة، وأن يلحقه بقوافل الرساليين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وأن يلهم ذويه وطلبته ومحبيه وإخوانه في طريق الدعوة والإصلاح، والصبر والسلوان، وأن لا يحرمنا جميعا أجره، وأن لا يفتننا بعده، وأن يوفقنا لنمضي على طريق الرسالية الرشيدة إلى آخر نفس من حياتنا، و انا لله وانا اليه راجعون.