الصحراء نيوز/ حاوره : أوس رشيد *
ولد أحمد الدغرني سنة 1947 في مدشر " تادارت نايت" على قرب من منبع المياه الدافئة بموقع اباينو abaynu ، و هناك بمسقط لرأسه عرف الحياة بين جبال ايت بعمران و علاقتها برمال الصحراء، تعلم في تزنيت و تارودانت و مراكش و فاس و الرباط ، ليختمر مبادئ تعدد الناس و اللغات ، مارس مهنة المحاماة و الصحافة ، ارشف على ولادة مجموعة من الجمعيات ، و أسس الحزب الديمقراطي الامازيغي المغربي و لازال يتعلم و يقرأ و يبني الأمل في نفسه و في الناس جمعيا.
في البداية كيف تقيم لنا مسألة دسترة الامازيغية ؟
أولا فكرة الدسترة دخلت المغرب سنة 1962 ، و اقصد بالضبط الدسترة من الجانب اللغوي ، لان دستور سنة 1962 كان يقصد بهاد دسترة العربية، و قبل هذا التاريخ هناك شئ مهم جدا لم ينتبه إليه الناس و هو وجود حرية " استعمال اللغات" و بالتالي توظيف اللغات في الحياة العامة . فالدسترة تحجيم للغات و تغليب للغة على أخرى . و بالتالي فالدسترة فكرة سلبية مرتبطة بالتقييد . و لكي يفهم الناس فاستعمال العربية لمدة 14 قرن كان لا يخضع لأي نص دستوري ، و هذا ما يفسر تعايش العربية و الامازيغية و أكثر من هذا حتى الفرنسية و الاسبانية. إذن قبل سنة 1962 لم تكن أي مطالب بدسترة الامازيغية و لا حتى العربية. أما في الفترة الممتدة من سنة 1962 إلى سنة 2011 حوالي نصف قرن عاش المغاربة في ظل دسترة العربية ، و احتفظت اللغات الأخرى بالتداول و الاستعمال الحر لما قبل سنة 1962.
و لكن ماذا عن مرحلة ما بعد 2011 ؟
هذه هي المرحلة الثالثة في التاريخ الحديث و القديم ، و هي دسترة الامازيغية و اللغات الأخرى ، و بتعبير أخر دخلنا في مرحلة إنهاء كلي لمرحلة الحرية بعد إقحام الجميع في " الحلقة الدستورية".
إذن دسترة الامازيغية هي انتقال تاريخي بالنسبة لكم ؟
دسترة الامازيغية هي إعلان فشل السياسة الرسمية حول دسترة العربية و حدها ، و في نفس الوقت يتسم مشروع إدخال اللغات الأخرى في الدستور بنوع من المكائد السياسية ، لأنه تم إقحام جميع اللغات بدون وجود نية لتطبيقها و تفعيلها على ارض الواقع بصفة رسمية ، ثم ذكر الكل الحسانية و الدارجة العربية و اللغات العالمية ، كدعاية انتخابية و إطفاء حرارة المطالب المتعلقة بها ، لان لها قوة سياسية و اجتماعية.
و لكن الامازيغية وضعت لها مكيدة كبيرة و مدروسة جدا فهي تذكر في الدستور كلغة رسمية ، و لكن لا يكمن استعمالها إلا بقانون و هنا أدرج مثل يدل على ذلك " سيغزيفن ازيكره ايتفوناست " أي " طول لحبل للبقرة " و هي أصلا مقيدة و بالتالي فالامازيغية لن تطبق على ارض الواقع إلا بقانون تنظيمي و هو معلق على المجهول ، و يتوقف على الأغلبية الحكومية التي ستصادق عليه ، فالمكيدة هي مفتوحة على أهواء الاغلبيات و الأقليات السياسية في الحكومة.
ماهو موقفكم من قضية الصحراء ؟
الصحراء في التاريخ و الجغرافيا هي صحراء كبرى و استعمال صحراء هذا او ذاك هي شئ جديد ، الأمم المتحدة تقول صحراء متنازع عليها ، و معها مكائد الجزائر ، و البوليساريو تقول عنها صحراء غربية ، و كان الأسبان قبل ذلك يطلقون عليها " الصحراء الاسبانية " و المغرب يقول صحراء مغربية ، موقفي إذن هي أن الصحراء صحراء كبرى تتصارع فيه المصالح الاستعمارية المختلفة و النزاعات الانقسامية و المناورات الكثيرة و أقول أن كل هذه الأمور ستنتهي بوحدة الصحراء الكبرى. و جميع الأطراف تلعب على سياسات تستغل عدم وعي شعوب المنطقة ، لان كل واحد يقدم أكلة مسمومة لتبرير لعبته و أنا أتحدى جميع المتلاعبين بأن يعرفوا ماهي " الصحراء ".
هل الصراع بين الحركة الثقافية الامازيغية و الفصائل الطلابية الأخرى ظاهرة صحية ؟
القطاع الطلابي يوجد فيه مسألتين أولا فهو يتكون من الشباب الذين خرجوا من الأمية المنتشرة في المغرب و اكتسبو درجة من الوعي نسبيا ، ثانيا التعليم الجامعي يمثل تقريبا شريحة واسعة من أبناء الطبقات الفقيرة و المسحوقة ، لذلك انتشرت الصراعات بين الطلبة منذ إنشاء الجامعات و المعاهد المغربية ، و الصراع ليس بجديد فهو يرجع إلى سنة 1958 تقريبا ، و هو يعكس عمق أزمة الديمقراطية في المغرب في صورتها الواضحة ، لان في الجامعة اتضحت منذ البداية سياسة عنف الإسلاميين منذ السبعينيات كما اتضح عنف اليسار ، و أزمة التعدد اللغوي و الاثني تجلت هي الأخرى بظهور الحركة الثقافية الامازيغية في الجامعات ، و اتضحت سياسة مكر الأحزاب و الحكومة ، أحيانا بتغذية الصراعات داخل الجامعات و عدم معالجتها و ترك الطلبة يتقاتلون منذ سنة 1958 إلى ألان ، بدون الوصول إلى حل و هم من يستفيد من هذه الفتنة . و اطرح سؤالا عن طريق جريدتكم أين هو الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي كان منظمة ديمقراطية و الذي منع و أغلق مقره بالرباط ؟
و ماهو موقف الكل من عرقلة الأداة التنظيمية للطلبة ؟
العنف في وسط الطلبة بدأ بمنع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و إغلاق مقراته.
*مدير نشر و رئيس تحرير جريدة دعوة الحرية
الحور نشر في صحراء نيوز بتاريخ في 30 شتنبر 2012