صحراء نيوز – الطانطان
خرج عدد من النساء و الأطفال يقطنون في زنقة مراكش بالطانطان الأحمر في مظاهرة جماعية بشارع الحسن الثاني يعبرون فيها عن استيائهم وغضبهم تجاه أزمة المياه التي يعانون منها منذ فترة.. وقد قام المتظاهرين بالتجمهر في الشارع العام ورفع شعارات تطالب بتوفير الماء بنظام وانتظام في الصنابير تحت شعار " . شكون مص الروبينيات ". ونددوا بغلاء الفواتير و تماطل المسؤوليين في حل هذا المشكل ، و بعد حوار مع قائد المقاطعة الأولى انفضت المظاهرة إلى وقت لاحق.
عفواً..انتهى رصيدكم من المياه.. !
بقلم : كلثوم الإدريسي
عندما انتهيت من بناء سفينتي ... ... جفت مياه البحر
وعندما حطمتها ...... بدأ المطر بالهطول
هكذا هي الحياة .. لا فرح فيها يكتمل ولا حزن فيها ينتهي ..... تبا لها من حياة !
ليس هناك انتفاضة أخرى على غرار "الشعب يريد الما فالروبيني"
الساكنة التي لم ولن تنتفض ولا تحرك ساكنا إزاء الحيف ستبقى دوما بلا وطن ولا هوية..
بعد أن أصبح ماء طانطان يضرب به المثل عبر التاريخ لمميزاته وجودته الخاصتين والذي يشكل جزءا كبيرا من ثراتنا وحضارة منطقتنا،وبعد أن كانت تغمر أرضيتها نسبة مهمة من الفرشة المائية المهمة من"الغــدير'' لتصبح بين ليلة وضحاها من مدينة تغمرها المياه الخالصة إلى مدينة يغمرها العطش المتقتــر..بلغة بسيطة لم نستطع أن ندحض النهب الذي يسود المدينة ..لتضطر العائلات التي لا تستطيع أن تدافع عن حقها المشروع وتطالب بالخروج من صمتها اللاذع شراء عبوات وقنينات أو ما يسمى بلغة العريب"الشّاطو" أو النزوح إلى مدن داخلية حيث ندرة أو قلة المياه بات من المستحيلات..لتندحر عائلات أخرى بئيسة فقيرة لا حول لها ولا قوة تحت عجلات صهاريج فلاحية،تتهافت مذلولة تستجدي المياه بين السب واللين "آجي تعمر سطلك"..أو بإيماءة "ما بقاش الما ''.
لا زلنا نعيش معاناة العطش المستمر منذ سنين خلت إلى يومنا هذا..إثر الإنقطاع المستمر للماء غير الصالح للشرب إن صح القول،بالرغم من ذلك فإننا وبتحسر نؤدي ثمن استهلاكنا للعطش والصمت عبر فواتير مرقمة صاروخيا..وهذا غبن آخر يقصي حقنا في العيش الكريم..
فقد كان لزاما على المكتب الوطني للماء الصالح للشرب أن يعمل على إعداد دراسة استشرافية عن كمية احتياطي المياه بالمنطقة وإيجاد حلول نسبية قصد إيجاد موارد تعوض قبل انتهاء العمر الإفتراضي لنفاذ كمية المياه جراء التساقطات..وذلك بتنسيق مع مجالس الجماعات الترابية التي يجب أن تكوّن لجنة تتبع لمدى تطبيق الدراسة على أرض الواقع حماية لمصالح الساكنة.
لكن هيهات..هيهات..فالواقع لا يستقبل شكاوى كثيرة...وسوف يبقى مشكل ربط المياه في شبكة الخدمة العمومية أزمة مطوّلة..وكل الجهات الإدارية مسؤولة عن هذا.. ولا نحرّك لها ساكنا ..سوف نحاول لاحقا "تصوير حكاية انقطاع المياه على أنها أزمة كبيرة" ليطلع العالم بأسره على أسرار استغلال ثرات الإقليم ومستغلّيها.. فمسؤولو مدينة الطانطان الذين رحبوا بفكرة الإستثمار على حساب هويتنا وإرثنا الطبيعي بإنشاء قطب استغلالي على شاكلة معمل "باهية" لتعبئة قنينات الماء التي تصادر"غدير" المدينة..تجدهم لا يشربون سوى المياه المعدنية.. في حين أن مراحيض مكتب رئيس المجلس البلدي ومكتب العامل لا تستعمل فيهما سوى مياه "سيدي علي"..
إنها جريمة إذن في حقنا نحن الساكنة أن تفوّت مياهنا لشركة سهل الوطية في الوقت الذي لا نجد فيه ما يروي ظمأنا..فما هو يا ترى المقابل الذي دُفع مقابل ذلك؟فإخلال المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ببنود عقدة التزويد..يعتبر مخلا بالقانون ..لهذا وجب التكتّل في انتفاضة ثانية برفع دعوى قضائية وجماعية ضد المكتب.
إن رصيد الثروة المهمة التي تحظى بها منطقة طانطان لم تكُ أبدا صهوة أو مطية للإغتناء والإستغلال ..فاستنزاف ماء طانطان يعتبر اسغلالاً لثرات المنطقة وهوية ساكنيها.
https://www.facebook.com/keltoum.idrissi.7