رسالة إلى السيد: العامل المنسق مع بعثة المينورسو

الموضوع: تذكير بالتظلم، وإخبار بالدخول في إضراب سلمي مفتوح عن الطعام أمام مقر بعثة المينورسو.                                                       

سلام تام بوجود مولانا الإمام،     

وبعد،                                                                                  

     علاقة بالموضوع المشار إليه أعلاه، أخبركم سيدي العامل المنسق مع بعثة المينورسو أنني سأقوم بالتصعيد في الاحتجاج، وسأدخل في إضراب سلمي مفتوح عن الطعام ابتداء من الأسبوع المقبل بحول الله، وذلك بعدما طرقت جميع الأبواب التي كنت أتوخى منها  إنصافي ما يزيد عن أكثر من خمس سنوات وحقوقي منتهكة، بل  أصبح إقناع المسؤولين بإنصافي في حقوقي  أمر مستحيل، وضاقت نفسي من الضرر الذي أصابني بالظلم و (الحكرة). 

     بل أكثر من ذلك في الاحتجاج السلمي السابق أمام مقر عملي، قامت السلطة بإعطاء تعليماتها لرجال الأمن بقمع اعتصامي السلمي  وتهديدي ومضايقتي حتى أغمي علي، ونقلت إلى المستشفى عبر سيارة الإسعاف ، هذا القمع الذي سبب لي الم في قلبي  والذي مازلت أعاني منه،  هذه الأشياء تكشف عن حقيقة أنه لا يوجد تغير ولا كرامة ولا احترام حقوق الإنسان في بلدنا، وعدم قدرتهم على تحمل مسؤولية المواطن ومخالفة المواثيق الدولية بالتعسف من تضيق حرية الرأي في التعبير السلمي  من اجل تخوفي والتستر عن ملفي  لطمس الحقيقة ،

      فقد سبق لي سيدي بأن أخبرتكم عبر شكاياتي أنني كنت أشتغل ببعثة الأمم المتحدة بالمينورسو كحارس أمن، وذلك منذ 2004 وفي يوم 14 يناير 2006 عندما كنت أقوم بواجبي حاولت مجموعة  متكونة من 16 شخصا محاولة اقتحام مقر المينورسو بالقوة بواسطة سيارة من نوع لاندروفير، فتصديت لهم وخاطرت بحياتي من اجل حماية مقر البعثة وممتلكاتها، على اثر هذا التدخل العنيف أصبت في يدي اليمنى  وكثفي الأيسر كما تثبت الشواهد الطبية وتقارير المسؤولين والخبرة الطبية، في الأخير تم مكافئتي بالطرد التعسفي  ظلما وبدون تمتعي بأي حق.

      نعم سيدي بعثة الأمم التي من المفروض عليها حماية حقوق الإنسان، والاعتراف بالمجهود الذي بدلته من أجل حمايتها وأمنها، قام موظفوها بانتهاكات في حقي ومحاولتهم إخفاء الحقيقة، وبعدما أحسوا أنني أصبحت أعاني من الإصابات قاموا بطردي بعدما تم استغلالي، أسائلكم سيدي هل من يحمي ويخاطر بحياته من أجل عمله وعندما يصاب تكون نهايته التخلي عنه وهضم حقوقه، شيء مؤلم سيدي  وغير معقول.

     سيدي المحترم  أدافع عن قضيتي التي أؤمن بها وأتشبث بها، والتي طرحتها على سيادتكم عدة مرات وعلى جميع الجهات المسؤولة، لكن للأسف الشديد لم تجد آذان صاغية تجيب، ولم أجد من يدافع عني كمواطن مغربي ينتظر منكم تطبيق ما جاء في الدستور الجديد، دستور الواجبات ودستور الحريات ودستور الحقوق، ما وقع لي عكس ذلك فكرامتي مست وحقوقي انتهكت، وظلم دام أكثر من خمس سنوات، وجرح عميق ومؤلم وما وصلت له من تشرد ومعانات ولا أحد حرك ساكنا لحد الآن .

     وحيث التوضيحات التي أشرت إليها في جوهر هذه القضية، كما أني لا أطلب إلا حقوقي التي يمنحها لي الدستور والقانون والمواثيق الدولية لا أقل ولا أكثر.

    سيدي المحترم معانات الظلم ومعانات القمع الذي تمارسه علي السلطة، ومعانات الانتظار واللامبالاة واللاإنسانية  واللامساواة هذه الأشياء مازالت مستمرة في العهد الجديد، نعم سيدي حقوقي المهضومة التي قوبلت بالقمع والتهديد والمضايقات، لهذا سيدي أعود وأخبركم من جديد أنني سأدخل في إضراب سلمي عن الطعام أمام مقر المينورسو وأمام الرأي العام في الأسبوع المقبل محملا المسؤولية للجميع لأي ضرر أخر أتعرض له.                                                                                                             

وتقبلوا مني سيدي فائق التقدير والاحتـــــــــــــــــرام،