الصحراء نيوز / دعوة الحرية
يبدو للمتتبع لجماعة لبيرات أن الأمم المتحدة لو سجلت هذه القرية في عجائب الدنيا لاستحقت أن تحتل المركز الأول ليس لروعة مناظرها و لا طبيعة بنيانها لكن لعظمة و روعة تدبير مجلسها الجماعي الذي تفنن في رسم آيات من الإهمال و التبذير و الفساد ، فرئيس المجلس قاطن بأسا لا تربطه بهذه الجماعة آية صلة اللهم زيارات خاطفة بسيارات الدفع الرباعي المخصصة لخدمة المواطنين عفوا نزواته المتنوعة المعروفة عند البعيد و القريب ، و مقر الجماعة لا يشرع أبوابه إلا عند تقسيم كعكة الميزانية حسب سعة الجيوب و أدوارها و مكاسبها الانتخابية.
و أحدثت الجماعة القروية سنة 1993 المنتمية لإقليم أسا الزاك و قد كانت قبل هذا التاريخ بسنوات أي مع بداية السبعينات و حتى منتصف الثمانينات منطقة عسكرية تخضع لنظام عسكري رغم وجود عدد كبير من المدنيين الذين يعيشون بها إلى جانب الرحل. لكونها منطقة عسكرية آنذاك فقد شهدت حروبا ضارية بين ميلشيات البوليساريو و الجيش المغربي ، و كان من نتائج هذه الحرب أن تشرد أبنائها و تدمير مبانيها التقليدية المبنية بالطوب ، لكن رغم هذا الوضع و بعد أن أصبحت بلدة تسير من طرف المدنيين بعد خروج الجيش المغربي منها في منتصف الثمانينات حيث ظل بعض السكان البدو و القاطنين يستقرون بالبيرات ، و ذلك ما دفع السلطات إلى إحداث الجماعة سنة 1993 ، لكن و منذ هذا التاريخ لا زالت هذه الجماعة التي يسيرها المسؤولون المحليون و الإقليميون تعيش في وضعية اللامبالاة و التهميش، و لعل الزائر اليوم للبيرات يصطدم بصورة هذه الجماعة التي و كأنها خرجت من الحرب البارحة فأثار الحرب لا زالت بادية و لازال السكان يعيشون مخلفاتها إلى حدود اليوم و لازالت الألغام تحصد أرواح المدنيين إلى حد الساعة ، و لازال السكان إلى جانب كل هذا يعيشون أوضاع نفسية حادة جراء التشتت العائلي الذي خلفته سنوات النزاع الذي كانت هذه المنطقة نواة له ، و إذا رجعنا إلى الوراء فنرى أن جل الجماعات التي أسست في نفس الفترة التي دشنت فيها هذه الجماعة خصوصا هنا بإقليم أسا الزاك تفوقها بمراحل كبيرة ، و في الأخير نشير إلى أن هذه الجماعة يبلغ عدد سكانها 635 حسب إحصاء سنة 1994 و قد انتقل إلى 2231 في إحصاء سنة2004. فالسكان القاطنين حاليا بهذه الجماعة لا يتجاوز 130 فرد بفعل غياب أي مؤشر للتنمية إلى جانب دوار أخزان و أفرا يعيشون أوضاع لا تحصر مشاكلها ، و نختصر من بين هذه المشاكل:
- زحف الرمال الذي أصبح مشكل يهدد حياة الأسر.
- مشكل التعليم المتمثل في عدم وجود ملحقة الإعدادية مما يؤدي ذلك إلى انقطاع التلاميذ عن إتمام دراستهم في المدن المجاورة ة خاصة الإناث.
- مشكل الصحة بحيث تتوفر الجماعة على مستوصف واحد ضعيف التجهيزات.
*ملاحطة : رئيس الجماعة الكنتاوي الخرشي انتخب منذ 1997 و كان قبله لمريس مبارك.