أمام التلفاز يتسمر الاف المغاربة لمشاهدة مسلسلات مدبلجة باللهجة المغربية .ويعود انتعاش هذا النوع لامتلاكها خاصية التأثير ولا سيما حشد الاستيهامات العاطفية والاجتماعية وفي ظل غياب دراما مغربية منافسة. فإن المواطن يجد ضالته في سلسلات طويلة تحمل قضايا مغايرة تماما عن واقعه لتخرجه الى عالم جديد، يرى فيه البعض تمريرا لمفاهيم غريبة عن الجنس والخيانة الزوجية والتنافس من اجل المال وتحقيق المتع.. وتوصف من طرف المنتقدين ب” الخردة الدرامية ” ثم تطرح تساؤلات حول الغاية من دبلجة هذا النوع ومرامي الاصرار على الاهتمام بها.
اما المدافعين  فيرون اهمية كسب ود المتلقي. مادامت المعطيات تؤكد على نجاح دبلجة المسلسلات اللاتينية وتسجيل ارتفاعا كبيرا على مستوى المشاهدة.
تطلق على هذا النوع من الدبلجة عدة اسماء منها “التيلينوفيلا “و”أوبرا الصابون” لسطحية المحتوى وتغليب قضايا تختلف كلية عن المعيش اليومي . وتنوعت الاراء حولها من مختلف الحقول السياسية والدينية والتربوية والسوسيولوجية واللغوية والسيميائية .
السجال حول المسلسلات اللاتينية تغير بعد غزو المسلسلات التركية والكورية.
ومع الارتفاع الصاروخي لأسعار السلع الغذائية ولا سيما اللحوم الحمراء. اصبحت امريكا اللاتينية في صلب النقاش ولا سيما البرازيل.
الساحة الإعلامية الوطنية توقفت فجأة عن أحاديث الدراما اللاتينية إذ انصب الاهتمام بالمورد التركي الذي استقبل بحفاوة من طرف المشاهدين الذين نظروا للاتراك بإعجاب شديد لأسباب عدة منها ، نفسية المواطن المغربي التواق للقاء هوية قريبة منه ،ربما تنسجم مع توجهاته .ومع الارتفاع كما اسلفت عاد النقاش من جديد ، لكن هذه المرة البطل المتحدث عنه الأبقار المستوردة من البرازيل.
رسميا أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي،  أن الأبقار المستوردة من البرازيل من الأصناف الممتازة ويتم تسويقها بمجموعة من الدول، مبرزا أن خيار استيراد الأبقار من الخارج جاء من أجل الحفاظ على أسعار اللحوم الحمراء، وحماية القطيع الوطني المخصص للذبح.
تعالت الأصوات بين مرحب بعمليات الاستيراد للمحافظة على الأسعار. ومن كان يمني النفس برخص أكبر واكبر. ولكن الموائد المغربية كالعادة وهي المعروفة بالتنكيت والنقد المضحك أقامت الدنيا ولم نقعدها. وهكذا وثق المواطنين حالات انفلات أبقار من حظائرها .وتساءل  الناس عن نوعية الأبقار.
تحدث أناس عن ابقار من سلالة هندية ،في حين طالب آخرين بالبحث عن أصولها…