تأمل تونس مع انطلاق الموسم السياحي الصيفي لعام 2023 في استقطاب أكثر من 9 ملايين سائح واستعادة المؤشرات السياحية لفترة ما قبل جائحة كورونا في عام 2019، وتعول البلاد التي تعاني أزمات اقتصادية خانقة على قطاع السياحة لدعم اقتصادها ورفع إيراداتها من العملة الصعبة.
هذا وتعد السياحة في تونس مورد رزق لأكثر من نصف مليون مواطن بشكل مباشر وضعفهم بشكل غير مباشر، كما تعد أبرز مصادر توفير العملة الصعبة للبلاد بعد تحويلات المغتربين ورافد مهم لاقتصاد البلاد. و مثلت تونس الوجهة الأولى لسياح دول فرنسا وألمانيا وإنجلترا، فضلا عن استقطابها لحجوزات مرتفعة من دول أوروبا الشرقية.
يذكر أن إيرادات القطاع السياحي في تونس خلال الربع الأول من العام الحالي تجاوزت المليار دينار، (حوالى 326.7 مليون دولار)، وفقاً لبيانات صادرة عن البنك المركزي، لتسجل السياحة التونسية نموا في العائدات بنسبة 60 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي الذي شهد توافد 6.4 ملايين سائح، مع عائدات بقيمة 4.2 مليارات دينار تونسي، واعتبره خبراء الاقتصاد دليلا على بداية تعافي السياحة بعد سنوات صعبة خلفتها أزمة وباء كورونا و فاقمتها الحرب في أوكرانيا التي تسببت في فقدان تونس لنصف مليون سائح روسي.
نفس جديد للقطاع السياحي
ورغم محاولة الاسلام السياسي تعقيد الوضع في الدولة للضغط على الرئيس قيس سعيد ، تبقى تونس "وجهة سياحية آمنة"، هكذا وصف وزير السياحة التونسي محمد المعز حسن خلال ملتقى حول السياحة لإبراز مدى تحسن هذا القطاع، الذي تضرر كثيرا بسبب كورونا.
وأوضح أن رفع البروتوكولات والقيود الصحية الأخيرة ستسمح بالعودة للمنافسة في القطاع السياحي.
وتخطط تونس لبلوغ ما بين 50 و 60% من الزيارات السياحية المسجلة سنة 2019، وبلغت الحجوزات الحالية نحو 50% مما تم تحقيقه خلال نفس الفترة من سنة 2019.
وتراجعت عائدات السياحة في تونس العام الماضي بنسبة 65.1%. وأظهرت أرقام البنك المركزي أنها بلغت 1.96 مليار دينار (727.6 مليون دولار)، نزولا من أكثر من ملياري دولار قبل عام.
ويعتبر العام 2019 من أفضل المواسم السياحية منذ 2011. فقد زار تونس خلالها أكثر من 9 ملايين سائح، وساهم القطاع بنحو 14% من الناتج الداخلي الصافي ووفّر مصدر رزق لمليوني تونسي.
خصائص السياحة التونسية
تتميز تونس رغم صغر مساحتها حيث تغطي 163،610 كم مربع بطبيعتها الخلابة إلى جانب جمال الشواطئ التونسية التي يبلغ طولها حوالي 1200 كم على مياه البحر الأبيض المتوسط والمجهزة بمرافق وخدمات سياحية متطورة إضافة إلى جزرها المتعددة مثل جربة وقرقنة وجالطة .
كما تشتهر تونس باسم تونس الخضراء وذلك بسبب وفرة المساحات الخضراء والغابات والمحميات، والمناظر الطبيعية ، بالإضافة إلى ذلك تتميّز بمناخها المعتدل وشعب منفتح لذلك تُعدّ تونس وجهةً سياحيةً للعديد من السياح حول العالم.
كما تعتمد تونس على السياحة الثقافية نظرا لما تحتويه من أماكن أثرية وتاريخية وعمارة إسلامية عريقة تلخص 3 آلاف سنة حضارة وعراقة واصالة ،من مسارح رومانية ومعالم دينية ومتاحف وقلاع أثرية.
كما تُشكّل الصحراء إحدى عوامل الجذب السياحي في تونس، فهي تُغطّي مساحات واسعة جنوبي البلاد وتعرف بجمال صحرائها ذات الكثبان الرملية الكثيفة و التي كانت قبلة لأفلام هوليود لتصوير مشاهد من افلامهم الشهيرة.
كما تُعدّ السياحة الصحراوية بديلا آخر لسياحة الشواطئ والمنتجعات شتاءً، فهي تُمثّل إحدى أوجه المغامرة وركوب الجمال وسط رمال الصحراء.
