أعربت الكتابة الإقليمية للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بطانطان المنضوية تحت لواء الإتحاد الوطني للشغل عن رفضها للمقاربات التقنية والاجراءات الترقيعية منها ما يتعلق بضم الأقسام، وإلغاء التفويج، والتكليفات التي تفرز حلولا هشة لمعضلات بنيوية كالخصاص في الأطر التربوية والإدارية على سبيل المثال لا الحصر، تترجم اختيارات سياسية لا تربوية كظاهرة الاكتظاظ، ومحدودية اللوازم المكتبية التي تعصف بمصلحة التلميذ المفترى عليها وللتغطية على إخفاقات وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في تنزيل إصلاحات قانون الإطار 51.17.
جاء ذلك خلال اجتماعها المنعقد مساء الأحد 09 أكتوبر 2022م، لتدارس وتقييم إجراءات الدخول المدرسي 2022 / 2023، حيث توقفت الكتابة الإقليمية للجامعة الوطنية لموظفي التعليم على التخبط والارتباك والارتجالية التي سادت الموقف، بما ينذر بالمزيد من الاجهاز على مكتسبات الشغيلة التعليمية.
وسجل البيان قصورا واختلالات طبعها الدخول المدرسي الحالي، جعلته بطعم العلقم عليها وعلى الأسرة المغربية، لينضاف إلى وطأة غلاء المعيشة وتدهور القدرة الشرائية، دخول مدرسي غابت فيه الجودة وتكافؤ الفرص وتحسين أوضاع الشغيلة، شعارات صارت وهما وسرابا نتيجة قرارات ارتجالية كرست الفوارق الاجتماعية وعمقت جراح الشغيلة التعليمية، واتجهت بالقطاع نحو الحضيض، مما فاقم أزمة الثقة في المدرسة العمومية.
هذا الوضع المأزوم يقول البيان "يعتبر نتيجة طبيعية لحكومة لا تملك غير الوعود الفارغة ولا تتقن سوى سياسة الهروب إلى الأمام في معالجة أعطاب قطاع التربية والتكوين"
واستنكر البيان التعثر الحاصل في تنزيل برامج الدعم الاجتماعي منها ما يتعلق بعملية مليون محفظة، والقسم الداخلي، والدعم المالي المشروط تيسير سواء بتأخر تنفيذها أو عدم كفايتها، مما يكرس الفوارق الاجتماعية ويربك سير الدراسة ويعصف بتكافؤ الفرص بين تلاميذ المؤسسات التعليمية.
وأكد البيان على رفضه القاطع لمنطق السخرة والحكرة الذي تعمل الوزارة على تكريسه داخل قطاع التعليم، والذي تتجسد إحدى تمظهراته البئيسة في التكليف القسري لهيئة التدريس بمهام المواكبة التربوية، باعتبارها عبئا جديدا بدون سند قانوني يراد به إثقال كاهل هيئة التدريس بالرغم من أنه لا يدخل في دائرة اختصاصاتها.
وطالب البيان الوزارة بتعزيز قيم الشفافية والحكامة في تدبير الحركة الانتقالية، بالإعلان الصريح عن المناصب الشاغرة فعليا، وإعادة النظر في برمجة مباريات الولوج إلى مراكز التكوين (الإدارة التربوية، التفتيش، التوجيه والتخطيط) على النحو الذي يتم إجراؤها في نهاية السنة الدراسية، لما في تأخيرها من ارباك لانطلاقة الموسم الدراسي.
كما طالب المصدر ذاته، الوزارة بالتدخل العاجل -عبر آلية الدعم- وبالجدية والصرامة اللازمتين، لتوفير المراجع والكتب المدرسية المفقودة بالمكتبات المحلية، حتى لا يؤدي التلميذ ثمن إخفاق الوزارة في التصدي للغلاء الفاحش الذي بلغته أسعار اللوازم المدرسية، وفاءً لشعارها "من أجل تعليم ذي جودة للجميع.
ودعا البيان المديرية الإقليمية بطانطان إلى التعجيل بجعل المسلك الدولي خيار فرنسي توجها اختياريا والتراجع عن التعميم القسري لهذا المسلك، وتوفير الشروط اللوجستيكية والبيداغوجية الكفيلة بالتنزيل السليم لعدد من الاختيارات التربوية كالتقويم التشخيصي، وتعميم اللغة الأمازيغية، والتربية الدامجة على سبيل المثال لا الحصر، مستدركا أما وإن بقيت على حالها، فإن طموح تحقيق نهضة تربوية سيظل شعارا للاستهلاك الإعلامي فقط
وثمن البيان مواقف الكتابة الوطنية للجامعة الوطنية لموظفي التعليم في انحيازها لقضايا الشغيلة ودعمها لكافة فئاتها المتضررة، وفي مقدمتها تنديدها بالفشل الذريع لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في إخراج نظام أساسي موحد ومنصف ومحفز لموظفي التعليم.