صحراء نيوز - علـي لطفـي*
وزير التربية الوطني والتعليم الأولي والرياضة وكاتبه العام يسعيان إلى زعزعة استقرار المغرب بقراراتهم المتسرعة والمرتجلة في أهم قطاع وطني (والذي يعد بدون منازع مستقبل المغرب، من خلال الاستثمار في الرأسمال الإنساني، وتحسين جودة التعليم بتنمية المهارات المستقبلية في حل المشكلات، والتفكير النقدي، والذكاء الاصطناعي، والرقمنة والتصنيع المتقدم، والطاقة البديلة، وإدارة الأزمات، وتبني التقنيات المتقدمة في التعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة...مع التمكن من التكيّف مع المتغيرات، وتحويل التحديات إلى فرص من خلال ترسيخ مبدأ التعلم مدى الحياة، وضمان الاستقرار الوظيفي قطعا مع نظام التعاقد وثقافة الاستغلال ..
إن المغرب يواجه تحديات خطيرة تشارك فيها عدة أطراف خارجية، وبالتالي على الحكومة أن تضع الاستقرار الاجتماعي في الحسبان كأولوية لتنزيل مشاريعها الاجتماعية والاقتصادية، دون المساس بمكتسبات الشعب المغربي ونضاله من أجل حقه في العيش الكريم، إن كانت فعلا تهدف إلى الدولة الاجتماعية؟ فليس بالقرارات التصفوية المرتجلة، والدوس على الحقوق الدستورية، من قبيل حد سن التوظيف في الثلاثين سنة، سنبني منظومتنا التعليمية... التي اغرقت في مستنقع الفساد ونهب الملايير في مخططات الإصلاح الفاشلة، خاصة المخطط الاستعجالي الذي لازالت روائحه تزكم الأنوف، وأصحاب" الحال" يختبؤون في جلباب..
فلا حق لأحد من وزراء الحكومة اللعب بالنار في مجتمع عانى لسنوات من ويلات الفقر والبطالة في ظل الحكومة السابقة عمقتها تداعيات الجائحة.
نؤكد لمن لازال يؤمن، بأن المقاربة الأمنية لم تعد تنفع مع شباب اليوم الذي أضحى يغامر بروحه من أجل البحث عن لقمة العيش من وراء البحار عبر قوارب الموت.
فالقهر الاجتماعي ولغة العصا والترهيب والقمع والاعتقال لم تعد تنفع، ولا تؤتي أكلها، حتى في ظل أعتى الأنظمة الدكتاتورية العسكرية.
إن بلدنا في حاجة إلى التماسك والاستقرار الاجتماعي والتعبئة الوطنية الشاملة لمواجهة حالات الطوارئ وبائية كانت أو انفصالية...أو عسكرية..أو استعمارية غربية..؟
*الكاتـب العـام لنقابـة المنظمـة الديمقراطيـة للشغـل، .