!! رجاء الودادية
يتعلق الأمر هنا بالأستاذ هشام شولادي مدرس مادة التربية الإسلامية بمدينة الدارالبيضاء والباحث في سلك الدكتوراه، الرجل الكريم المتدين وزوجته الأستاذة رجاء المخنتر المرأة الطيبة وأبناؤهما الأخيار الأطهار الذين يشكلون عائلة ودادية بامتياز ويهيمون في نادي الوداد البيضاوي من الرأس إلى أخمص القدمين أبا عن جد، وذلك بفضل حب والد هشام للوداد منذ سنين طويلة حتى أنه استغرب يوما لاسم رجاء الذي دخل على عائلة ودادية هو عمادها ومؤسسها أطال الله في عمره
لقد دعاني هؤلاء الوداديون إلى وليمة الجمعة وأسرتي الصغيرة التي بينها بكرا وداديا وأنا الرجاوي القح منذ أن فتحت عيني على الدنيا، وكان من بيننا طفل رجاوي و رجاوية أخرى متابعة لأخبار الرجاء البيضاوي،فدار الحديث بيننا حول الكرة و قضايا التعليم وأشياء أخرى دون أدنى خلاف أو تعصب أو استعداء رغم اختلافنا الجوهري في قضية يقام لها ويقعد بين جماهير الحمراء والخضراء.وأتذكر هنا يوم أجريت حوارا خاصا مع مؤسس الفريق الأحمر المرحوم محمد بن جلون التويمي نشر مع صورته بجريدة الدورة العربية الرياضية السادسة سنة 1986 دون أدنى مركب نقص أو موطن خلاف وأنا في عز شبابي المفعم آنذاك بالحماس الزائد عن الحد والمناصر للفريق الخصم
هكذا مرت الأجواء بيننا في هدوء ونقاش جاد بروح رياضية واحترام تام للرأي المخالف وللنادي المختلف، إذ أن الخلاف لا يفسد للود قضية كما يقول حكماؤنا
مربط الفرس هنا هو مبلغ التشفي الذي صدر من قبل بعض جماهير وداد الأمة بعد انهزام رجاء الشعب أمام نادي روما بقيادة "الثعلب"المتمرس مورينيو بخمسة أهداف للاشيء رغم أنها لا تعدو أن تكون مجرد مباراة استعدادية،إذ أظهرت مواقع التواصل الاجتماعي منسوب العداء الكبير للاعبي النسور الخضر من قبل بعض جماهير الفريق الأحمر ،ولا شك أنهم يتمنون هزيمته في المباراة المصيرية ضد فريق الاتحاد السعودي المعزز بالنجوم رغم أنه يمثل الوطن ككل في هذه المقابلة
دعوها..فإنها نتنة
واللوم أيضا يطال متعصبي الفريق الأخضر الذين فرحوا لخسارة الوداد للقب دوري الأبطال و لكأس العرش، وهكذا.. وهو ما يؤجج حمى العصبية المنهي عنها شرعا وعقلا ، لأنها تبعد الناس عن أواصر المحبة وعن عرى التآلف والتآخي وقيم التضامن والتكافل.. روى البخاري ومسلم عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كُنَّا فِي غَزَاةٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ : يَا لَلْأَنْصَارِ !! وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ : يَا لَلْمُهَاجِرِينَ !! فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ( مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ؟ ) قَالُوا
يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ
فَقَالَ : ( دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ ) .والكسْع : ضرب الدبر باليد أو بالرجل
أغنية "في بلادي ظلموني" كما لم تروها من قبل
WINNERS 2005 - LIBRES ET INSOUMIS 2019 - 08 - OUTRO : قلب حزين
وأختم هنا بمقطع من مقال مفيد كتبه مهيب حامد وسعود عبدالعزيز العُمَر،تحت عنوان: "التعصُّب الرياضي سمٌ يقلب الحب حقداً والبهجة رعباً" نشر بقضية العدد بمجلة القافلة السعودية،يقولان فيه :يشكِّل «الولاء» جزءاً أساسياً من نسيج متابعة الجماهير للنشاط الرياضي، وأيضاً من «الهوية الرياضية» للمتابع. ولكن عندما يتجاوز هذا الولاء الضوابط الأخلاقية والمنطقية ينقلب تعصباً يؤدي في بعض الظروف إلى نتائج بعيدة كل البعد عن الإمتاع المتوخَّى من الرياضة
وفي حين أن كل أنواع الرياضة تحظى بجماهير متحمِّسة لفريق دون آخر، فإن مستويات هذه الحماسة وأشكال التعبير عنها تختلف من رياضة إلى أخرى. ولكن مما لا شك فيه أن كرة القدم تبقى الميدان الذي يؤجج عواطف الجماهير بشكل أوضح بكثير من غيره، وعلى المدرَّجات المحيطة بملاعب كرة القدم نجد أكبر الأمثلة (وأسوأها) عن حالات انقلاب الولاء إلى تعصُّب يقلب أحياناً الوعد بالبهجة والاحتفال إلى مصائب وكوارث.وفيما يأتي مساهمتان تتناولان التعصُّب الرياضي. في الأولى عرض لجذور هذه القضية وبعض أوجهها من خلال أمثلة شهيرة شهدها العالم ولا تزال تهدِّد ملاعبه اليوم.أما الثانية، فهي قراءة للأسباب النفسية والاجتماعية المغذية للتعصُّب الرياضي، ليصل إلى طرح السؤال حول ما إذا كان من الممكن توليد مثل هذا التعصُّب لغايات مفيدة خارج عالم الرياضة والملاعب
لعب وغضب وشغب وحرب/ مهيب حامد
منذ نشأة كرة القدم وهي مرتبطة بالجماهير والمناصرين برابط وثيق العلاقة. إذ لا يمكننا أن نتخيل كرة القدم من دون جماهير تضيف الكثير بطقوسها التشجيعية المتنوعة -بحكم الاختلاف الاجتماعي والتعددية الثقافية- إلى لعبة كرة القدم. إن الجماهير باختصار هي ملح كرة القدم، ولولاها لما تربعت هذه الرياضة على العرش، بوصفها الرياضة الأكثر عالمية، متخطية الوصف الشعبي اللصيق بها إلى آخر لا يخلو من تعقيد، حتى استحالت إلى ظاهرة واسعة الانتشار بقدر ما هي شائكة و ملغزة
«الألتراس».. حب فوق العادة!
بما أن ظاهرة الهوليغانية اقتصرت على الإنجليز، فقد اتخذت جماهير الدول الأخرى شكلاً ومسمى جديداً في الانتماء والمؤازرة والتعصب للفريق، أُطلق عليه وصف «الألتراس». وكلمة «ألتراس» هي لاتينية مشتقة من (Ultra) التي تعني الفائق أو فوق الطبيعي في إشارة هنا لانتماء مجموعات الألتراس وحبها لأنديتها الفائق للعادة
انطلقت ظاهرة الألتراس في خمسينيات القرن العشرين، تحديداً في أوروبا الشرقية، قبل أن تنتقل إلى دول العالم الأخرى. ثمة حقيقة تميز ثقافة «الألتراس» بصورة مغايرة عن «الهوليغانية»، فالعنف والشغب لا وجود لهما في قاموسهم رغم الانحرافات التي تحدث بين حين وآخر. فأبرز ما يميِّز «الألتراس» أنهم يُشعرونك بأنهم كيان واحد مهما بلغ عددهم، فهناك حركة واحدة متفق عليها يؤدونها، من أهازيج ولوحات تشجيعية مرسومة بأدق التفاصيل، حيث تجمعهم جملة مبادئ رئيسة: تشجيع متواصل لا ينضب حتى آخر دقيقة في المباراة، مهما كانت نتيجة اللقاء. فهم لا يتخلون بأي شكل من الأشكال عن فريقهم، كما أنه يُحظر عليهم الجلوس فالتسمّر وقوفاً طوال دقائق المباراة أمر لا جدال فيه، وكثيراً ما يديرون ظهورهم للمباراة انشغالاً بالتشجيع وتحفيز الآخرين. ومن الواجبات الأساسية لجماهير «الألتراس» التنقل والترحال خلف الفريق مهما كانت الكلفة، علماً بأنهم لا يتلقون دعماً مادياً من أية جهة، فتراهم ينظِّمون رحلاتهم بطرق عملية مقللين الكلفة والعبء المادي باستخدام أرخص الوسائل كي يضمنوا تنقلهم بشكل مستمر. وعادة ما يختارون أماكن تشجيعهم في المدرَّجات خلف المرمى معلقين لافتاتهم الشهيرة، فهم حتماً لم يأتوا للاستمتاع بالمشاهدة بقدر المؤازرة والتحفيز وإحباط الخصوم والمنافسين
ولـ«الألتراس» قائد معلن يقودهم يحظر تجاوزه يلقب بـ«كابو». فهو من يختار الأهازيج والهتافات بدقة، وهو أيضاً من يرسم لوحات التشجيع وحركات الأيدي، فتراه أشبه بقائد أوركسترا رفيع المستوى. و لمجموعات «الألتراس» أسلوب متفرد في التشجيع يتشكَّل حسب شخصية النادي وثقافة البلد الأم؛ ففي الأرجنتين والبرازيل ينتشر استخدام أعداد كبيرة من الطبول وآلات الإيقاع التي تعزف ألحاناً أقرب إلى أغاني السامبا التي تشتهر بها أمريكا اللاتينية، أما في أوروبا فتعتمد مجموعات «الألتراس» على الأداء القوي للأغاني والأهازيج تتخلله حركات بدنية مميزة لإرهاب الخصوم
أسباب التعصُّب الرياضي
وإمكانية الاستفادة من دروسها
سعود عبدالعزيز العُمَر
في البحث عن أسباب التعصُّب الرياضي وجذوره، فائدة تستحق العناء. فربما مكنتنا النتائج من أن نعيد توجيه هذا الحماس إلى قضايا أكثر أهمية. تخيَّل لو استطعنا أن نجعل الجماهير تتحمس لقضايا بيئية مثل حماسها لفريقها المفضَّل؟ تخيَّل لو استطعنا أن نجعل الجماهير تشتري الكتب بدرجة إقبالها على شراء تذاكر المباريات؟ تخيَّل لو استطعنا أن نجعل الجماهير تحضر المناسبات الثقافية بكثافة حضورها في الملاعب؟ قد يبدو هذا الكلام مبالغ فيه وغير منطقي. لكن لا بد من التذكير بأنه خلال عصر شكسبير، مثلاً، كانت أهمية المسرح عند عامة الناس لا تقل عن أهمية كرة القدم الآن، وأنه عند العرب قديماً كان لظهور شاعر فحل عند القبيلة أهمية تفوق ظهور مهاجم موهوب اليوم
حتى نستطيع أن نفهم كيف ينتج التعصُّب الرياضي، لابد أن نبدأ بالتساؤل عن سر هذا التعلّق اللامعقول بالرياضة؟ ما الذي تفعله الرياضة لتشد الناس إليها هكذا؟ كيف ينمو هذا الرابط بين الجمهور وأداء الفريق الرياضي إلى درجة لا تكاد تصدق؟ لو سبق لك أن حضرت مباراة ذات أحداث درامية فمن المؤكد أنك شاهدت رجالاً غلاظاً أشداء يدخلون في نوبة بكاء عاطفية بعد هدف فوز في الدقائق الأخيرة. ولابد أنك شاهدت انهيارات عصبية وإغماءات تحدث بعد خسارة مفاجئة.لابد أنك شاهدت الخوف والجزع والدعاء والابتهال الذي يغشى الجماهير أثناء تنفيذ ركلات الترجيح، وكأن حياتهم وحياة أحبابهم قد ارتبطت بنتيجة المباراة.. فمن أين يأتي كل هذا الاندفاع العاطفي؟ (يمكن قراءة المقال بأكمله للكاتبين على الويب) انتهى
حكم وأقوال عن التعصب
التعصب هو مرض خطير ودائم ومقدس / هرقليطس
أن تعتاد عدم التفكير في أخطائك، يعطيك إحساساً ضعيفاً بالصواب ويجعل التعصب هو أول طرق دفاعك عن نفسك/ توماس بين
الفلسفة المُغتَرّة بتفوقها، تقود إلى التعصب./ جان جاك روسو
إن الحق في التعصب حق عبثي و همجي إذا ، إنه حق النمور وإن فاقه بشاعةً ... فالنمور لا تمزق بأنيابها إلا لتأكل .أما نحن، فقد أفنينا بعضنا بعضاً من أجل مقاطع في هذا النص أو ذاك / فولتير
كاتب صحافي