صحراء نيوز - بقلم: فيصل رشدي
طلعت الشمس من وراء جبال الطانطان الشامخة، استيقظت على وقع أزيز سيارة من نوع لاندروفير، يقول سائقها بصوت يسكت طلقات البنادق: من يذهب إلى الصلاة في المصلى لأداء صلاة العيد؟ اتجهت مباشرة إلى النافذة لأرى ترينتا يصعد السيارة وبقربه ظهر لي الحافظ محلا الشواء غابت عن ناظري السيارة، فتجهت إلى الحنفية لأغسل وجهي، أت وبدأت أبحث عن الدراعة البيضاء، ارتديتها، واتجهت صوب المصلى.
هناك التقيت بشيوخ كبار في الصف الأمامي رأيت محمد فاضل ولد الخطاط وبجانبه عبداتي ولد ديدي والسالك ولد الحيسن والكوري الفايدة وعبد الله ولد مشنان وسلامة الزفاطي ورأيت القنصل. صلى بجانبي فقال لي بصوت خافت يشبه فحيح الثعبان: إن تيرنتا ومحلا الشواء يبحثان عن عيد يقدم لهما.
فقلت لنؤدي أولا واجب الصلاة وبعدها نرى أمرهما. صلينا جماعة، وتفرق الجمع. رآني القنصل فأخرج الناي من جيبه، فإذا به يعزف لكصيبة، انطلق أنين الناي فإذا بترينتا والحافظ محلا الشواء يتجهان نحونا فانقطع صوت الناي وقال لي القنصل: الثعابين قدمت، ما أن أعزف على الناي حتى تخرج الثعابين من جحرها ويقصد بذلك كل من الحافظ محلا الشواء وترينتا.
اتجهنا نحن الأربعة إلى منزل باحسين بجك بجك، فقال لي القنصل: عدتم إلى لعبكم الأول لعب الأطفال الصغار. فضربت أنا منزله وصرخت: باحسين بجك بجك خرج يشتم بقامته القصيرة.
هرولنا نحن الأربعة بسرعة البرق وفي إثرنا باحسين بجك بجك في يديه الحجارة يقولون تعتدون على يوم العيد أيها الملاعين. وصلنا واد ابن خليل وقد انتصفت الشمس كبد ااسماء، ونحن بين التعب والضحك وكاد يغمى علينا، ضحك القنصل ملء فمه وأما أنا و ترينتيا والحافظ فقال لي: هذه أخبار الأطفال الصغار. اتجهنا صوب منزل إمام المسجد، طرق الحافظ محلا الشواء الباب فقال للإمام: يا سيدنا الإمام نحن أربعة شبان بلا عيد. نظر الإمام في وجه الحافظ فقال له: وأنا بدوري المحسنون هم من تصدقوا علي بهذا الكبش. عاد الحافظ محلا الشوا خالي الوفاض، تذكر القنصل صديقه الموظف بنتيلي، فقال لنذهب عنده في الخشيبة.
سرنا نحن الأربعة حتى وصلنا لخشيبة، رأيت تيتاي يصرخ بكلمات إسبانية وهو يتحدث مع ولد لكوارى. وصلنا منزل بنتيلي، فرحب بنا واقتسم معنا لحم العيد. فقال لنا بعد أكل لحم العيد سنتسابق سباق العدو الريفي و من يأتي الأخير يضع أذني الحمار على أذنيه ويطوف أحياء الطانطان ويقول للناس إنه حمار. ... يتبع أحداث هذه الحكاية من نسج خيال المؤلف ولا علاقة لها بالواقع