صحراء نيوز – الطنطان
في ظل الوضع الهش الذي تعانيه مدينة الطنطان لعقود من الزمن، و تصاعد الغبار والأتربة في مختلف الأحياء و الطرق متهالكة ، إضافة إلى الانعدام الكلي لفرص الشغل وجميع الضروريات التي يمكن أن تضمن للمواطن المحلي حياة كريمة ، استبشر السكان بلجان التفتيش التي تباشر عملها تحت إشراف وزارة الداخلية وهي بمثابة زلزال سياسي قوي قد يخرج حفنة من الأطر المتهالكة و القديمة من مسؤولية تدبير الشأن العام ...
و قال عدد من المواطنين الذين التقت بهم الجريدة الأولى صحراء نيوز الإلكترونية: “ أن التفاتة وزارة الداخلية لإقليم طانطان بمثابة زيارة ملكية ".
وصرح احد أفراد الجالية المغربية الذي حل مؤخرا بجماعة الوطية " في كل زيارة أقوم بها لبلدتي العزيزة ابكي و أتحصر ، ماضيها أحسن من حاضرها كانت مركز اقتصادي و حضاري ، حتى أصبحت كمدينة أشباح ، أن الإقليم في حاجة إلى أبنائه بمختلف مستوياتهم، للترافع من أجله وتغيير الواقع المعاش، ولن تكون أي نتيجة دون ربط المسؤولية بالمحاسبة من طرف الدولة التي تبقى الفاعل الأول و الأخير في المنطقة ”، وفق تعبيره.
وقال أحد تجار الملابس بشارع محمد الخامس " الطنطان يتعرض للنهب من قبل أبنائه الذين يستخرجون الملايين منها ويستثمرونها بعيدا أو يكدسونها في الأبناك، وهم سبب الكساد التجاري و البطالة ، ومن ثم يجب النظر بعين الرحمة لهذه المدينة المنسية وإلى بنيتها التحتية المهترئة، ونتمنى زيارة ملكية ميمونة تستيقظ بها بعض الضمائر الميتة".
هذا واستنكر صاحب محل بيع الدجاج بحي عين الرحمة تقاعس و تواطؤ الممثلين بالمجالس المنتخبة من أصحاب المصالح الشخصية والعائلية فقط لأن مايهمهم سوى تحسين وضعهم المادي ، وتساءل لا اعرف عمن يدفع النواب البرلمانيين للترشح مجددا بإقليم الطنطان ولم نراهم قط يدافعون على السكان ، هل ينتظرون غضبة ملكية للقيام بالواجب؟
وفي المقابل أشاد احد المعطلين بتحرك الدولة الميداني بإقليم الطنطان و لو جاء متأخر حسب تعبيره ، و قال أن الطنطان المليئة بالطاقات و المواهب و المثقفين و الخيرات في حاجة إلى الحكامة الجيدة ، و عبر عن خشيته من تسلل المتهمين في تخريب المدينة مابين سنة 2016 و 2020 ، إلى المجالس المنتخبة مستغلين تأخر نتائج التحقيقات التي تباشرها وزارة الداخلية للإفلات من العقاب و تخريب الديمقراطية المحلية و التنمية البشرية مجددا " .
وصرحت معطلة من حاملي شواهد الماستر منذ 6 سنوات ، أنه لا يمكن الحديث نهائيا عن شيء اسمه التنمية بإقليم طنطان ، اذا كان الورش الملكي المفترض فيه تشغيل الشباب بحمولته القومية و هيبته الوطنية وضع تحت يد عصابة منظمة ، و العقار الذي ينتظر السكان تحفيظه نهب هو الأخر بشواهد إدارية مزورة "
وأضافت " ناشدو تحدثوا و اكتبوا تدويناتكم في كل مكان لايصل صوت الحق و مطالب السكان ، لا بد من زيارة ملكية لكي تستقيم الأمور ، المنتخبون الذين يسيرون الجماعات الحضرية و القروية و تحت أيديهم ميزانية يسيل لها اللعاب ، قضيتهم الوطنية الأولى هو تذويب المال العام فقط في البنزين و الصفقات تحت الطاولة وكراء و شراء السيارات يتجولون بها في شوارع محفرة وتهديد السلم الاجتماعي ، لكن إن لم تنهض هذه المدينة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة الكل سيهاجر ليعيش حياة أفضل ".
وفي سياق متصل قال فاعل جمعوي ، أن المدينة تئن تحت وطء المعاناة سببها المجلس الإقليمي الذي يعتبرها دائما خارج نفوذه الترابي بعدما نقل مقره لجماعة الوطية ، هذا بالإضافة للمجلس الجهوي الذي همش الطنطان في كل مخططاته ".
هذا وشكر ناشط حقوقي الجريدة الأولى صحراء نيوز على الحيز الذي خصصته للسكان للتعبير و فضح المسكوت عنه خلال ولاية العامل السابق ، وتساءل لماذا ننتظر دائما حتى تنفجر أزمة اجتماعية كجرادة و الحسيمة و المضيق حتى ندرك أن هناك تراكمات خطيرة في سوء التسيير المال العام واللامبالاة من طرف السلطات المركزية .
وأشار إلى الدولة أصبحت لديها قناعة تامة بالخطر الذي يشكله بعض المسؤولين و السياسيين عديمي الضمير ، هناك خلل واضح في جل المصالح الخارجية و المؤسسات ، ولحد الساعة لم يجر أي منتخب أو مسؤول للقضاء .
وأكد بوجود موظفين و رجال سلطة في المستوى المطلوب يشرفون الإدارة المغربية ويكافحون في صمت ، وهم السبب الحقيقي في عدم تفجر الأوضاع وبالتالي فتورط أسماء بعينها لايعني أن نبخس مجهودات الناس في المسؤولية.