صحراء نيوز - محمد اللوبان
أبدعنا في وصف الحياة ، السعادة ، النجاح و حتى الفشل. اكتشفت انني كذلك، أحيانا أبدع في إعطاء معنى لها بطريقة إيجابية ، أعطي أسباب للنجاح و عدم الاستسلام ، أعطي محفزات لمواجهة صعاب الحياة، لكن أحيانا ، حين تأتي لحظة ضعف - وكل إنسان تأتيه هذه اللحظة - تراني أعزف على أوتار الحزن و أكاد أهوي من حافة الضياع، أتفنن في تلوين جدران حياتي بمزيج من الغضب و الاستسلام للمواقف العصيبة ، ينتج عنها إحساس بالهوان يسبب ألما في الجهة اليسرى من الصدر .
لحظة ضعف قد تغير مجرى الحياة إلى الأفضل أو الأسوأ ، تفتح عينيك على كثير من المواقف التي تقبع في الذاكرة، لكنها تقرر الخروج فقط وقتها .
تتذكر أخطاءك الفادحة التي ارتكبتها في الماضي . دراستك التي لم ترغب يوما في الاستيقاظ باكرا و تلبي نداء الوالدين الذين لم يلجوا مدرسة من قبل، لكنهم حرصوا على ذهابك لكي لا تكون مثلهم و يكون لك مستقبل أفضل ، لكن، بعنادك و كسلك حطمت أحلامهم و أحلامك ، تسترجع كل هذا في لحظة ضعف .
تتذكر مشروعك الذي رغبت دوما في تأسيسه و عملت بجد على تحقيقه - أو لم تفعل - و بسبب أو آخر تخليت عن كل شيء في لحظة ضعف .
تتذكر الفقر الذي عشته و أنت صغير ، حُرمت من لعبة كانت أكثر ما تتمنى فقط ساعتها، امتلكها تلميذ يجلس بجانبك في القسم و أنت لا، بل حُرمت من زبدة و قليل من الجبنة البيضاء مع الخبز الحافي الذي اعتدت عليه كل يوم ..
تتذكر زواجك الذي لم ينجح مع فتاة لم تكن ضمن اختياراتك يوما، ربما كانوا والديك من اختاروا، و طالما رغبت في الزواج ببنت الجيران التي ظننت أنك تحبها، و ربما لم ترغب في الزواج أصلا.
تتذكر أنك لم تعش طفولتك مثل بقية الأطفال.. ربما لم يكن لديك أصدقاء بسبب خوف والديك من أن تمشي في طريق الكسل و تصير فاشلا. بل من شدة تأكيدهم عليك في الدراسة، فقد كنت متفوقا فيها و حين كبرت وجدت نفسك فاشلا في كسب الأصدقاء .
في لحظة ضعف ننسى كل الأشياء و نتذكرها في نفس الوقت ، نتذكر المواقف الرائعة - حسب ظننا - أكثر من الحزينة ، و ذلك يزيد من حالة الحزن أكثر فاكثر - و إن قررنا اتخاذ قرار ساعتها ، ربما يكون من أسوأ القرارات التي نتخذها يوما .
لكل منا قصته ، لكل منا لحظة ضعف ، لكن لا تكثر من التفكير في الأسوأ، قرر و أقدم على ما تراه حلا حتى و إن كان سيقلب حياتك.