بقلم : أوس رشيد
أدين الحاج تابت يوم 15 مارس 1993 بجميع التهم الموجهة إليه، وحكم عليه بالإعدام رميا بالرصاص. وبعد خمسة أشهر أي في سبتمبر سنة1993 تم تنفيذ الحكم في حقه.
بعد أن وجهت له تهم تتعلق بالاغتصاب وافتضاض العذاري، والتحريض، والاختطاف، و إجبار عدد كبير من النساء على الذهاب معه إلى شقته على مدى ثلاث سنوات .
و أثناء المحاكمة تم توقيف عدد من المسؤولين والذين توبعوا هم أيضا بتهم تتعلق بعرقلة سير العدالة، وإخفاء المستندات، والتستر، و بتعبير أخر المشاركة في الجريمة.
المشاركون في هذه الجريمة كان من بينهم أيضا مسؤولون أمنيون، كانوا يعتقدون أنه لا شيء يمكن أن يوقف مغامرات العميد الذي كان يحكم جهاز الاستعلامات العامة في مدينة الدار البيضاء.
تم تحليل كل الأشرطة الجنسية دون الكشف عن الشريط رقم 32، الذي كان ثابت يطالب المحكمة بمشاهدته والذي لم يتم تدوينه في المحاضر المنجزة حول قضية العميد ثابت محمد.
إعدام الحاج ثابت لم ينه قصته المثيرة ، بعدما تحول إلى أسطورة فضائحية غطت على ما دونها من أحداث طيلة عقد التسعينيات، وبقي لغز اختفاء الشريط رقم 32 إلى اليوم ، وسبب سردنا لهذه القصة التاريخية اللاأخلاقية التي تعبر عن عقلية السلطويين الممخزنين و عقد طفولتهم هو مايحدث اليوم باقليم طانطان جنوب المغرب من فضائح و مسرحيات تنكرية .
فاليوم شهدنا تخريب مبنى زاوية الولي الصالح عيلال محمد علال، الملقب ب أبا، والمتواجدة بمنطقة خيك علي بجماعة لمسيد التابعة لإقليم الطنطان .
فهدا العمل التخريبي الجبان هدفه ضرب القيم المحلية بالمس بحرمة الأموات والرموز الروحية ، و الهدف منه واحد هو إشعال الفتنة بين الصحراويين .
وحتى لن ننجر وراء هذه الخطة الجبانة و الخبيثة تتبادر للذهن تساؤلات من قبيل :
من له المصلحة في إثارة الفتنة ؟
لماذا هذا التوقيت بالضبط ؟
لماذا البعض يريد أن تصاحبنا الذكريات المؤلمة لزمن طويل؟
أين عقلاء و أعيان المنطقة ، أين المثقفين أصحاب الشواهد المثقوبة ؟
لماذا هذه الأحداث تقوم قبل الانتخابات و عند اجتماع الشروط الشعبية المطالبة بالعدالة و الكرامة و العيش الكريم ؟
من يستثمر في هذا الملف و يريد الإلهاء و رؤية المستهدفين من القبائل مشتتتين تائهين متناحرين ؟.
لماذا دائما عندما نحلل نعطي الجانب الشيطاني نصيبه الأعظم وهناك جوانب أخرى أكثر حقارة ؟
مايروج اليوم من مناقشات للوقائع المعروضة يثبت لدى الشباب الواعي مع كامل الاقتناع والاطمئنان بان المتهم طرف أخر خارج مجموعة 5+5.
فهذا التصعيد الخطير يأتي في سياق عدة أحداث يعرفها الإقليم أولها تأسيس إطار جديد للذاكرة طانطان الرياضية ، وماينطوي عليه من مطالب برد الاعتبار للمنطقة و الكشف كواليس عن عقود من سنوات الضياع و العبث المؤسساتي و التنموي يعيشها السكان ، وقف عليها أبناء الإقليم من خارج الحدود، ليقرروا اليوم تدشين مرحلة جديدة للمقاومة يكفلها الدستور و المواثيق الدولية .
إلى جانب تحول الإقليم إلى بؤرة دولية لتهريب المخدرات مع ضبط المصالح الأمنية لعدد من قطع السلاح الناري ، ليصل النقاش و الصراع بالإقليم إلى إطلاق النار بشكل مباشر على القانون المغربي رقم 09.08 المتعلق بحماية الأشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخص.
بعد تسجيل أحد الأشخاص مكالمة ونشر مقاطع منها بدون إذن صاحبها، مما يستوجب متابعة مرتكبه لأنه يدخل في التشهير والاعتداء على الحياة الخاصة.
وكل سكان الإقليم ينتظرون مصير هذا الملف القانوني فالأصل الشرعي لحرمة الحياة الخاصة ينبع من قوله تعالى "ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا".
السكان اليوم مايهم هو تحسين ظروف عيشهم و الاستفادة من الفرص المتاحة وخصوصا السكن لان موجة الشواهد الإدارية أفرزت امتلاك عقارات بطريقة مشبوهة في إقليم طانطان.
فالمنتخبين قطعوا أشواطا كبيرة في الدفاع عن مصالحهم الإقتصادية على حساب مصلحة المواطنين.
و الناس لايهمهم تسريب مكالمة أو تخريب ، فالحل هو الاستثمار في قضاء حوائج الناس و الاستماع إليهم و التجاوب مع مطالبهم ، من خلال توزيع منازل حي المسيرة المهجورة و بناء تجزئات لأبناء الشعب ومحاربة لوبيات الفساد ، أما زرع الفتنة و التفرقة فأصبح للجميع مناعة وكل شئ واضح وبيان ، وكل من يشتغل على التفرقة و الاستغلال السياسي .. نقول له ماقال احد المعلقين " الله يعمل آبا يكوشمهم".
ارحموا عقولنا فإننا رجال إعلام درسنا العلوم السياسية وكنا متفوقين فيها و بامتياز وتخصصنا في العنف السياسي " الإرهاب " ؟
• مدير صحراء نيوز
• مدير نشر ورئيس تحرير جريدة دعوة الحرية