صحراء نيوز - محمد مصطفى حابس
نظم نهاية هذا الأسبوع أقارب وزملاء وطلبة المرحوم الشيخ محمد العزازي بالجزائر العاصمة، جلسة تأبينيه حضرها جمع غفير من المشايخ و الأساتذة ، أشادوا فيها بمحاسن الأستاذ الكبير وخصاله ، مذكرين بتضحياته و تفانيه كمربّى مرابط في ثغر التربية الرسالية، ملازما رحمه الله للصحوة الفكرية والروحية والأخلاقية والاجتماعية التي عاشها المجتمع الجزائري منذ الستينات من القرن الماضي، "بل وكان أحد الفاعلين المؤثرين فيها، منذ أن كان طالبا في نهاية الستينات حتى وافاه الأجل ، دون أن يفتر أو يغير أو يبدل، رغم المرض الذي نال من صحته كثيرا"، على حد تعبير الشيخ الطيب برغوث، في بيان نشرته وسائل التواصل الاجتماعي.
معلوم أن الاستاذ الكبير محمد العزازي رحل يوم الثلاثاء 27 نوفمبر 2018 ، إلى دار البقاء عن عمر ناهز الرابعة والستين عاما ، بعد مجاهدة طويلة مع مرض لازمه منذ مدة، دون أن يقعده لحظة عن المساهمة الجادة في التربية والدعوة والإصلاح، فقد كان نعم الرجال الصالحين المصلحين الثابتين الصابرين، العاملين المخلصين، البعيدين عن الأضواء، الغيورين عن ثوابت الدين والأمة والوطن.
الأستاذ سي محمد لعزازي من مواليد 2 أفريل 1954، من سكان الحراش في ضواحي العاصمة، لازم مشايخ الصحوة أمثال الشيخ مصباح حويذق إمام مسجد الشافعي وبعده الشيخ سحنون والشيخ محمد السعيد وغيرهم رحمهم الله، بعد الدراسة الجامعية في كلية التجارة بالجزائر، سافر للدراسة في الولايات المتحدة في معهد طروي المتعدد التقنيات بتوصية من الشيخ الدكتور محمد بوجلخة و بعض طلابه . بالموازاة لدراسته ، نشط المرحوم مع جمعية الطلبة المسلمين في أمريكا وأحتك ببعض المنظمات الإسلامية و شارك في تنظيم الملتقيات مع أبناء جيله في ديار المهجر، ثم رجع إلى الجزائر عام 1981 ليؤدي الخدمة (العسكرية) الوطنية، بعدها اشتغل أستاذا ثم مفتشا في الإدارة والتسيير والمالية في ولايتي العاصمة و بومرداس حتى تقاعد رسميا منذ سنوات، وواصل عمله الفكري التربوي الاجتماعي الإصلاحي المدني أو الحر حتى آخر نفس من حياته.
واختتمت الجلسة التأبينية في جو من الخشوع، تضرع فيها أحد المشايخ إلى الله تعالى أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة، وأن يلحقه بقوافل الرساليين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وأن يلهم ذويه وطلبته ومحبيه وإخوانه في طريق الدعوة والإصلاح، الصبر والسلوان.