صحراء نيوز - بقلم : المحجوب الداودي
لا بأس، حضرت في ذات يوم مشهد تمثيلي يعبر عن واقع مدمر، تتجسد فيه ثمة أحزان مؤسفة على حال أناس كانوا ضحية سياسات عمومية عبر محطات تاريخية، و بهندسة سياسية عمومية اختلط فيها التشريعي و التنفيدي ، حيث مارس كل منهم ما بوسعه إلى أن وصلت الساكنة ما هو عليه..
لم أتخيل في لحظة من عمري أن يكون المنتخب المسوؤل في وادٍ والشعب في وادٍ أخر، وتكون ضبابية المشهد سيد الموقف، وتبقى شعبوية القرار في يد أحزاب بات قرارها نائم، مغيب دون معرفة السبب أو أقل القليل مصارحة الساكنة بأن الانقسام و ضعف التصورات و انعدام البرامج و تحديد الاولويات نال من عزيمتهم، وجعلهم محشورين القرار في خانة ضيقة جدا لا ترقى لتنمية حقيقية و لو بشكل مرحلي .
إني أقول في مثل هذه المواقف كلمات قصيرة، حتى يتضح ما أقصده في تدوينتي عندما يكون المواطن البسيط الكادح هو المستهدف يصبح النضال و الاحتجاج واجب على كل إنسان، وحين يكون الوطن هو المستهدف يصبح الصمت أكبر الكبائر"، فهل أحد مختلف على ذلك ؟!
تمعنت في النظر إلى هذا المحتاج الذي بات ينام بدون طعام وشراب، وإلى ذاك المنتظر لاسعافات اولية على بوابة الصمت (المستشفى)، والعطشى يؤدون ثمن فواتر اسهلاك ما قيل انه صالح للشرب رغم عدمه و شحه ، أما الانسان الفقير لربه بعمله الذي يكدح فيه طوال النهار أصبح مقعد بلا عمل، فما باله بأساس عمود الوطن وهم الشباب الذين ضاعوا في طيات الحياة المخدرة دون إحساس أو اهتمام أو رقيب، ويا لوعي لو أدرك هذا المسؤول الأمر أن فتاة العصر عرضت نفسها للبيع مقابل توفير لقمة عيش، أما عن التاجر البسيط الذي أصبح يندب حظه و ينتظر في حيرة من امره اي فرصة لمغادرة مدينة اصبحت تعرف الركود بعد ما كانت ضمن لائحة المدن المزدهرة و الرائجة تجاريا ، بل حالة الركوض أصبحت وصفاً لكل عامة الناس عن حالة الانهيار التي وصلنا لها في طانطان الصامدة!!!
يبقى السؤال المحير هل فعلا سحب البساط من تحت من كانوا سببا في كل هذه الويلات او ان المشهد سيتكرر نفسه عند كل استحقاق انتخابي و ترجع حليمة لعادتها القديمة و نعيش حراك اخر نتائجه و مخرجاته مجرد سراب في رحم العدم..لك الله يا طانطان.